ما تخليش "تكوين الصداقات" يهدم حلم سفرك للدراسة: تشبيه بسيط يخليك تشوف الموضوع بشكل أوضح
ياترى عمرك ما مسكت موبايلك وقلبت في صور أصحابك اللي مسافرين، ولقيت نفسك بتبص على صورهم وهما بيضحكوا ضحكة منورة تحت الشمس في بلاد بره، وقلبك نصين: نص متشوق ونص خايف؟
شوق لهوا الحرية ده، بس في نفس الوقت خايف إنك تلاقي نفسك بتجر شنطك وبتوصل مدينة غريبة، وقائمة أسامي أصحابك على الموبايل يا دوب أهلك والمكتب اللي سفرك. خوفك مش من الوحدة، خوفك من الإحساس بالعجز ده، لما تلاقي الفرصة قدام عينك بس مش عارف تمسكها.
لو الكلام ده لمس فيك حاجة، أحب أقول لك: المشكلة مش فيك، المشكلة إنك بتصعب موضوع "تكوين الصداقات" زيادة عن اللزوم.
تكوين الصداقات، كأنك بتتعلم تطبخ أكلة جديدة في بلد غريب
تخيل إنك دخلت مطبخ جديد تماماً. هتلاقي فيه بهارات عمرك ما شفتها قبل كده (زملائك من كل دول العالم)، وأدوات مطبخ غريبة (لغة مش متعود عليها)، وكمان وصفة أكل مش عارف تقراها (الثقافة الاجتماعية المحلية).
ساعتها، هتعمل إيه؟
كتير هيختاروا إنهم يقفوا مكانهم، ماسكين وصفة أكل بلدهم القديمة، باصين للمكونات الغريبة اللي قدامهم وسايحين في تفكيرهم: "يا لهوي، أبدأ منين ده؟ ولو بوظت الدنيا أعمل إيه؟ يا ترى ده هيبقى مكسوف أوي؟"
والنتيجة، الوقت بيعدي لحظة بلحظة، والناس اللي في المطبخ كلهم بدأوا يستمتعوا بالأكل، وأنت لسه جعان، وبتبص على المكونات دي وبتتنهد.
وده هو المأزق الاجتماعي اللي بيواجهه معظم الناس لما بيكونوا في بلد غريب. بنفضل نفكر إن لازم يكون فيه "وصفة اجتماعية مثالية" – جملة افتتاحية مثالية، وقت مثالي، نسخة مثالية مني. لكن الحقيقة هي إن في بيئة جديدة تماماً، مفيش أساساً وصفة مثالية.
الحل الحقيقي، مش إنك تستنى، لكن إنك تعتبر نفسك طباخ كبير مليان فضول، وتبدأ بجرأة "تخبط وتجرب".
"دليل تجهيز أكلك" في حياتك الدراسية بالخارج
انسَ القواعد والقيود اللي بتخليك قلقان، وجرب تستخدم "عقلية الطبخ" في تكوين الصداقات، هتلاقي كل حاجة أبسط بكتير.
1. إكتشف "مطبخ هواياتك المشتركة" (إنضم لنادي أو نشاط)
الطبخ لوحدك بيحسسك بالوحدة، لكن لما يكون معاك مجموعة ناس الموضوع بيختلف تماماً. سواء كان نادي تصوير، كرة سلة، أو ألعاب طاولة، ده هيكون "مطبخ هواياتك المشتركة". هناك، "المكونات" اللي بيستخدمها الناس أغلبها واحد (هوايات مشتركة)، والجو بيبقى مريح لوحده. مش هتحتاج تفكر في أي جملة افتتاحية، مجرد "إيه ده، الحركة دي جامدة أوي، عملتها إزاي؟" هتكون أحسن بداية.
2. روح "سوق الأكل" ودوق الجديد (شارك في الأنشطة)
حفلات الجامعة، احتفالات المدينة، سوق نهاية الأسبوع... الأماكن دي كلها زي "سوق أكل" مليان حيوية. مهمتك مش إنك تعمل "أكلة عالمية تهز الدنيا"، لكن إنك تروح "تتذوق الجديد". حط لنفسك هدف صغير: النهارده لازم أسلم على اتنين على الأقل، واسألهم سؤال بسيط أوي، مثلاً: "الموسيقى دي حلوة أوي، تعرف مين الفرقة اللي بتعزفها؟" دوق لقمة، ولو معجبكش روح المحل اللي بعده، من غير أي ضغط خالص.
3. إعمل "ترابيزة أكل مشتركة" (اسكن في سكن مشترك)
لما بتسكن في سكن مشترك، بيبقى الموضوع كأنك بتتشارك ترابيزة أكل كبيرة مع مجموعة من أصحابك الطباخين. ممكن تطبخوا سوا، تشاركوا بعض "أكلتهم المشهورة" من بلادهم، وتحكوا عن إيه اللي "بوظتوه" في الجامعة النهارده. في جو العيشة اليومية اللي مليان دفء وحياة ده، الصداقة هتبقى زي الشوربة اللي بتتسوي على نار هادية، ومن غير ما تحسوا هتلاقيها بقت دسمة ومتركزة.
4. إتعلم كام "بهار سحري" (إتعلم لغة اللي قدامك)
مش لازم تكون بارع في تمن لغات. بس لو إتعلمت جملة بسيطة زي "إزيك"، "شكراً"، أو "ده طعمه تحفة!" بلغة بلد صاحبك الأم، كأنك رشيت رشة بهارات سحرية على الأكلة. المجهود الصغير ده بيوصل احترام ونوايا كويسة من غير كلام، وهيقربكم من بعض في ثواني.
اللغة عاملة لك مشكلة؟ ده سلاح سري ليك
طبعاً، أنا عارف إن في "الطبخ" ده، أكتر أداة مطبخ بتصْدَعك هي "اللغة". لما دماغك تكون مليانة أفكار ومش عارف تعبر عنها بطلاقة، إحساس الإحباط ده بيبقى قاسي أوي.
وقتها، لو فيه أداة ترجمة فورية، ده كأنك جهزت مطبخك بمساعد بالذكاء الاصطناعي. وده بالظبط هو الدور اللي تطبيقات الشات اللي فيها ترجمة بالذكاء الاصطناعي زي Lingogram ممكن تلعبه. هتساعدك تكسر حواجز اللغة، وتخليك تركز أكتر على محتوى الكلام والمشاعر، مش إنك تدور على كلمات بصعوبة في دماغك. هتخلي "وصفة الأكل" اللي في إيدك تبقى واضحة وسهلة الفهم، وده هيقلل صعوبة "الطبخ" ده بشكل كبير.
أحسن صداقة، هي اللي طبختها بإيدك
صاحبي، بطل تقف قلقان على باب المطبخ.
خجلك، وعدم كمالك، كل ده مش مشكلة خالص. المشكلة الوحيدة هي إنك خايف "تبوظ الأكلة" عشان كده مش بتتحرك.
ادخل المطبخ اللي مليان احتمالات بلا نهاية ده، امسك المكونات الجديدة والمختلفة، وجرب بجرأة، إخلط، إخترع. في نص الطريق ممكن تطلع "أكلات بايظة" ممكن تحسسك بالإحراج، بس وإيه يعني؟ كل محاولة هي خبرة بتجمعها عشان توصل لأحسن طبق شهي في الآخر.
إفتكر دايماً إن أكتر حاجة هتستاهل تتذكرها في حياتك الدراسية بالخارج، مش هتكون أبداً شهادة الدرجات المثالية، لكن هتكون هي "عزومة الصداقة" اللي طبختها بإيدك، واللي مليانة ضحك وذكريات.
يلا بينا!