IntentChat Logo
Blog
← Back to العربية Blog
Language: العربية

لا تقل "شكرًا" بعد الآن! في الأرجنتين، هذه الكلمة قد تُقصيك من الجلسة فورًا.

2025-08-13

لا تقل "شكرًا" بعد الآن! في الأرجنتين، هذه الكلمة قد تُقصيك من الجلسة فورًا.

هل مررت بهذا الشعور من قبل؟

أن تسافر إلى مكان جديد وتشعر وكأنك غريب. يضحك السكان المحليون، لكنك لا تعرف سبب الضحك؛ يتبع الجميع إيقاعًا معينًا، بينما أنت تتصرف كمتطفل، مرتبكًا ومحتارًا.

إنه شعور وكأن الجميع يعرف "كلمة سر اجتماعية"، وأنت الوحيد الذي يجهلها.

في الأرجنتين، غالبًا ما تختبئ "كلمة السر الاجتماعية" هذه في مشروب سحري. ربما رأيته في الأخبار، حتى ليونيل ميسي يحمل أينما ذهب شيئًا يبدو "كعشب مبلل مغمور في وعاء".

هذا الشيء يُدعى "المتة" (Mate). لكن إذا كنت تعتقد أنه مجرد نوع من الشاي، فأنت مخطئ تمامًا.

تخيل المتة كـ"قدر هوت بوت متنقل"

لفهم المتة حقًا، لا تعتبرها مجرد قهوة أو شاي بالحليب. تخيلها كـ**"قدر هوت بوت" على الطراز الأمريكي الجنوبي، ينتقل بين الأيدي**.

تذكر كيف نتناول الهوت بوت (Hot Pot)؟

الهدف الأهم ليس ملء البطون، بل الأجواء الصاخبة والمشاركة. يجلس الجميع حول قدر واحد، أنت تأخذ لقمة، وأنا آخذ لقمة، نتجاذب أطراف الحديث، نضحك ونمرح، وتتوثق العلاقات مع كل حركة ذهاب وإياب.

المتة كذلك. إنها طقس اجتماعي.

في الأرجنتين، سواء في المتنزهات أو المكاتب أو تجمعات الأصدقاء، هناك دائمًا شخص يكون "المضيف" (يسميه السكان المحليون cebador). هذا الشخص مسؤول عن صب الماء وإعادة ملء الوعاء، ثم يمرر نفس الوعاء، ونفس المصاصة، بالتناوب على كل شخص حاضر.

نعم، لم تخطئ القراءة، الجميع يتشاركون وعاءً واحدًا، ومصاصة واحدة.

تمامًا كما نتشارك قدر هوت بوت واحدًا، هم يتشاركون كوب المتة هذا. أنت تشرب رشفة، وأنا أشرب رشفة، وما يتم نقله ليس مجرد شاي، بل هو إشارة إلى الثقة وإلى أن "كلنا جزء من هذه المجموعة".

عدم فهم القواعد؟ كلمة واحدة قد "تُخرجك من الجلسة"

لتناول الهوت بوت قواعده الخاصة، مثل عدم التحريك العشوائي في القدر بعصا الطعام الخاصة بك. وشرب المتة، بطبيعة الحال، له "قواعده الضمنية".

ومن أهم هذه القواعد، والأكثر عرضة لوقوع الأجانب في فخها، هي كيفية إنهاء الجلسة بأدب.

تخيل في جلسة المتة، حان دورك للشرب. يقدم لك "المضيف" الوعاء، تشرب، ثم تعيده إليه بشكل طبيعي. بعد قليل، سيعيده إليك مرة أخرى.

هذه العملية ستستمر في التكرار.

إذًا، إذا لم تعد ترغب في الشرب، فماذا تفعل؟

ربما تقول تلقائيًا: "شكرًا (Gracias)!"

إياك أن تفعل!

في "جلسة" شرب المتة، قول "شكرًا" ليس من باب الأدب، بل هو إشارة واضحة تعني: "لقد اكتفيت من الشرب، لا تعطني المزيد."

عندما تقول "شكرًا" لـ"المضيف"، فإنك بذلك تقول للجميع في جلسة الهوت بوت: "لقد شبعت، استمروا أنتم." وبعد ذلك، سيتم تجاوز دورك في هذه الجولة من المشاركة بشكل طبيعي.

كثيرون، بسبب جهلهم بهذه القاعدة، قالوا كلمة "شكرًا" من باب المجاملة، فظلوا يراقبون المتة تنتقل بين أيدي الآخرين، ولم تعد إليهم أبدًا، وهم يتساءلون في دواخلهم ما إذا كانوا قد تم استبعادهم.

الاندماج الحقيقي يبدأ بفهم "الرسائل الخفية"

انظر، كلمة بسيطة، وفي سياقات ثقافية مختلفة، يختلف معناها اختلافًا كبيرًا.

أليس هذا هو الجانب الأكثر سحرًا في السفر والتبادل الثقافي؟ إنه يجعلك تدرك أن التواصل الحقيقي بين البشر غالبًا ما يختبئ في هذه "الرسائل الخفية" خارج نطاق اللغة.

أن تعرف متى يجب أن تؤمي برأسك، ومتى يجب أن تصمت، ومتى تكون كلمة "شكرًا" تعبيرًا عن الشكر الحقيقي، ومتى تعني "لقد انسحبت"، هذا أهم من أي دليل سفر.

بالطبع، لكي تصادق السكان المحليين حقًا، لا يكفي مجرد فهم "قواعد الهوت بوت"، فاللغة تظل هي الخطوة الأولى. إذا تمكنت من مشاركة المتة، وفي نفس الوقت تتحدث معهم بلغتهم عن ميسي والحياة، فمن المؤكد أن هذا الشعور سيكون رائعًا.

كسر حواجز اللغة في الواقع أبسط مما تتخيل. أدوات مثل Lingogram صُممت لهذا الغرض. إنه تطبيق دردشة مدمج به ترجمة بالذكاء الاصطناعي، يتيح لك التواصل دون عوائق مع أي شخص في أي ركن من أركان العالم بلغتك الأم.

في المرة القادمة، عندما يقدم لك أحدهم "مشروبًا غريبًا" في بلد أجنبي، آمل ألا تتقبله بثقة فحسب، بل أن تتمكن أيضًا، من خلال التواصل الحقيقي، من تحويل غريب إلى صديق.

لأن الاندماج الحقيقي ليس في شرب ذلك الشاي، بل في مشاركة قصص تلك اللحظة.