IntentChat Logo
← Back to العربية Blog
Language: العربية

لماذا نعتبر "هو" الخيار الافتراضي في حديثنا؟

2025-07-19
# لماذا نعتبر "هو" الخيار الافتراضي في حديثنا؟

هل شعرت يومًا أن هذا العالم، وكأنه لم يُصمم خصيصًا لك؟

تخيل لو كنت أيسر اليد، لكن كل المقصات والمكاتب وفتاحات العلب، وحتى أجهزة الماوس، في العالم صُممت لليمينيين. بالطبع يمكنك استخدامها، لكنك ستشعر دائمًا ببعض الغرابة أو عدم الارتياح. ستشعر وكأنك "استثناء"، وعليك أن تتكيف مع قاعدة "افتراضية".

في الواقع، لغتنا التي نستخدمها يوميًا، تشبه تمامًا هذا العالم المصمم لليمينيين.

إنها تحتوي على "إعداد افتراضي" غير مرئي.

---

### "إعدادات المصنع" للغة عفا عليها الزمن قليلًا

فكر قليلًا، عندما نذكر كلمات مثل "طبيب"، "محامٍ"، "كاتب"، "مبرمج"، ما هي الصورة الأولى التي تتبادر إلى ذهنك؟ هل هي ذكر أم أنثى؟

في معظم الحالات، نفترض أنه ذكر. وإذا كانت امرأة، غالبًا ما نحتاج إلى إضافة كلمة "أنثى" أو صيغة التأنيث بشكل خاص، مثل "طبيبة" أو "مبرمجة".

على النقيض، نادرًا ما نقول "ممرض ذكر" أو "سكرتير ذكر"، لأنه في هذه المجالات، يصبح التصور الافتراضي أنثويًا.

لماذا يحدث هذا؟

هذا ليس مؤامرة من أحد، بل لأن لغتنا هي نظام قديم جدًا، و"إعداداتها المصنعية" تشكلت منذ مئات أو حتى آلاف السنين. في تلك العصور، كان تقسيم العمل الاجتماعي واضحًا جدًا، وكانت معظم الأدوار العامة يقوم بها الرجال. وهكذا، جعلت اللغة "الذكور" الخيار الافتراضي لوصف المهن والهويات البشرية.

"هو" لا يمثل الذكر فحسب، بل غالبًا ما يُستخدم للإشارة إلى شخص غير معروف الجنس. وكأن "الإنسان = هو" في النظام. أما "هي"، فقد أصبحت "الخيار ب" الذي يتطلب إشارة خاصة.

هذا يشبه تمامًا المقصات المصممة لليمينيين فقط؛ ليس المقصود منها إقصاء أحد عمدًا، لكنها بالفعل تجعل النصف الآخر من البشر يشعرون بأنهم "غير أساسيين" و"بحاجة إلى توضيح إضافي".

### اللغة لا تصف العالم فحسب، بل تشكله

قد تقول: "هذه مجرد عادة، فهل هي مهمة لهذه الدرجة؟"

مهمة جدًا. لأن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل إنها تشكل أساليب تفكيرنا بهدوء. إن نوع الكلمات التي نستخدمها يحدد نوع العالم الذي يمكننا رؤيته.

إذا كانت الكلمات في لغتنا التي تمثل القوة والحكمة والسلطة تشير دائمًا إلى الذكور بشكل افتراضي، فإننا سنربط هذه الصفات بالذكور بشكل أكبر في اللاوعي لدينا. عندئذ تصبح إنجازات المرأة ووجودها غامضة، بل "غير مرئية".

هذا يشبه خريطة مدينة قديمة، رُسمت عليها فقط بضع طرق رئيسية من عقود مضت. باستخدام هذه الخريطة، ستتمكن بالطبع من العثور على طريقك، لكن جميع الأحياء الجديدة ومحطات المترو والأزقة الرائعة ستكون غير مرئية بالنسبة لك.

لقد تغير عالمنا منذ زمن طويل. فالنساء، مثل الرجال تمامًا، يبدعن ويتألقن في جميع مجالات الحياة. وهوياتنا الاجتماعية أصبحت أكثر ثراءً بكثير من مجرد "هو" أو "هي". لكن لغتنا، هذه "الخريطة"، تتحديث ببطء شديد.

### لنجرِ "ترقية لنظام" لغتنا

فماذا نفعل؟ لا يمكننا التخلص من اللغة والبدء من جديد، أليس كذلك؟

بالطبع لا. لسنا بحاجة إلى التخلص من المدينة بأكملها، بل فقط تحديث تلك الخريطة القديمة.

تمامًا كما بدأنا نصمم مقصات وأدوات خاصة لليساريين، يمكننا أيضًا "ترقية" أدواتنا اللغوية بوعي، لنجعلها أكثر دقة وشمولية، وقادرة على عكس العالم الحقيقي.

**1. اجعل "غير المرئي" مرئيًا.**
عندما تعلم أن الطرف الآخر امرأة، استخدم بوضوح كلمات مثل "ممثلة"، "صاحبة عمل"، أو "مؤسِّسة". هذا ليس تمييزًا خاصًا، بل هو تأكيد واحتفال بحقيقة أن: نعم، لهن وجود في هذه الأدوار المهمة.

**2. استخدم تعبيرات أكثر شمولية.**
عندما لا تكون متأكدًا من الجنس، أو ترغب في شمل الجميع، يمكنك استخدام كلمات أكثر حيادية. على سبيل المثال، استخدم "أيها الحضور الكرام" أو "يا جماعة" بدلًا من "أيها السادة"، واستخدم "الإطفائيون" و"طاقم الرعاية الصحية" لوصف مجموعة.

هذا لا يتعلق بـ"الصوابية السياسية"، بل يتعلق بـ"الدقة". هذا يشبه ترقية نظام هاتف من iOS 10 إلى iOS 17؛ ليس لمجرد مواكبة الموضة، بل لجعله أسهل في الاستخدام وأكثر قوة، وليواكب هذا العصر.

في كل مرة نختار فيها كلمة أكثر شمولية، فإننا نضيف تفاصيل جديدة إلى "خريطة" تفكيرنا، مما يجعل الزوايا التي كانت مهملة في السابق، واضحة للعيان.

### تجاوز اللغة، لترى عالمًا أوسع

عندما نوسع نظرتنا من محيطنا إلى العالم، تصبح "ترقية" اللغة هذه أكثر أهمية.

عند التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة، فإننا لا نترجم الكلمات فحسب، بل نتجاوز حدود الفكر. ستجد أن اللغات المختلفة تخبئ "إعدادات افتراضية" وطرقًا مختلفة تمامًا للنظر إلى العالم.

لفهم الطرف الآخر حقًا، الترجمة الحرفية وحدها لا تكفي أبدًا. نحتاج إلى أداة تفهم الثقافة والسياق حقًا، وتساعدنا على كسر الحواجز وبناء روابط صادقة.

هذا بالضبط هو معنى وجود أداة مثل **Intent**. إنه ليس مجرد تطبيق دردشة، فميزة الترجمة بالذكاء الاصطناعي فيه، تساعدك على فهم الفروق الثقافية الدقيقة وراء اللغة، مما يمكّنك من إجراء حوارات عميقة ودافئة مع أي شخص في أي بقعة من العالم.

في النهاية، سواء كنا نُحدّث لغتنا الأم، أو نتجاوز الحدود لفهم لغة أخرى، فإن ما نسعى إليه هو نفس الشيء:

رؤية عالم أكثر واقعية واكتمالًا، بمنظور أوسع.

وكل هذا، يمكن أن يبدأ بتغيير كلمة واحدة ننطقها.

**[تفضل بزيارة Intent، وابدأ محادثاتك العالمية](https://intent.app/)**